الزمالك : مائة عام من الفخر

هذه ليلة ليست ككل ليلة!




فهذا المساء سوف تشهد السماء تكون مجموعة نجمية جديدة، على شكل رامي قوس فرعوني، يهبط ضوءها ببطء ليعانق نادي الزمالك.






و كيف لا تحتفل النجوم بمرور 100 عام على ميلاد أجمل أندية أفريقيا و العالم.. حدوتة أسطورية تشكلت على جدران القلعة البيضاء.






منذ مرزباخ و حتى أصغر مولود زملكاوي في هذه الليلة سوف تعرف ماذا تعني ملحمة العشق الأبدية لوطن حقيقي تكون في قلوبنا.























وطن بناه لطيف و علي خليل و أبو رجيلة و حلمي زامورا و حمادة إمام و يكن
حسين و طه بصري و جمال عبد الحميد و أحمد الكاس و حسام حسن و حازم إمام و
أحمد رمزي و شيكابالا.






و على مدار قرن من الزمان اجتذب آهات الملايين من عشاق الكرة الجميلة في
أفريقيا بأسرها، ليهتفوا بهوس جنوني "يا زمالك يا مدرسة لعب و فن و هندسة".






الزمالك هو ذلك الكيان الأسطوري الذي تحدي الفساد و العشوائية و الكراهية و
الوصولية، ليبقى الثوب الأبيض النظيف في دولاب رياضي متسخ.









هذه ليلة ليست ككل ليلة!




مائة عام من الوطنية ( زمالك مصر )













أعتقد أن مائة عام من الظلم لتاريخ الزمالك الذي عمل على تشويهه الإعلام الاحمر، كافية لنسعى إلى محاولة توضيح الحقائق.






بداية من اسم المختلط الذي لا ينسب لأن الزمالك كان نادياً للأجانب كما
يشاع – و كأن الأهلي الذي كان أول رئيس له انجليزي نادياً للمصريين! – و
لكن يعود إسم المختلط لكون الزمالك كان يقع في منطقة المحاكم المختلطة.






إذاً فهو إسم يعود إلى المكان الذي كان يقع فيه النادي، لا إلى صفة النادي نفسه!




الزمالك كان مثله مثل غيره، يشهد تواجد أجنبي بين أسواره، و لكنه تميز بحركة أبناءه الوطنية نحو تمصير النادي.






فبعد أن كان رؤوساء الزمالك من الأجانب قام الزملكاوية بثورة وطنية حقيقية
داخل النادي حولت رئاسة الزمالك إلى المصريين، و طردت التواجد الأجنبي.






و لعب الزمالك دوراً هاماً كذلك في تمصير الكرة المصرية، و طرد لاعبو الإحتلال الإنجليزي.






كما أن فكرة الدوري المصري زملكاوية خالصة، بعد سنوات طويلة لم يكن للكرة المصرية فيها هوية خاصة.






و بذلك فإن الزمالك هو أكثر الأندية المصرية وطنية! بل إنه لوحة مصرية
خالصة حتى منذ أيام مؤسسه البلجيكي مرزباخ الذي أطلق عليه إسمه الأول (نادي
قصر النيل) لأنه يدرك تماماً أنه يؤسس نادياً للمصريين لا للأجانب!






بل أن الإرتباط الأول بين إسم الزمالك و بين النيل الذي يجري في مصر منذ
بداية التاريخ، يعتبر رد كافي على كل من حقد على تاريخ أجمل الأندية
المصرية، فزور الحواديت و قلب الحقائق!






مائة عام من الرقي ( النادي الملكي )

















من حق جمهور الزمالك أن يفتخر بأنه يشجع النادي الملكي الوحيد في تاريخ مصر.






فعندما حضر الملك فاروق نهائي كأس مصر بين الزمالك و الأهلي سنة 1944، و
كان الزمالك اسمه وقتها (المختلط) و سحق الزمالك منافسه التقليدي بستة
أهداف نظيفة، كان لها فضل كبير في تعلم الأهلي فنون لعبة كرة القدم من
الزمالك، خاصة أنه لم يكن الفوز الأول على الأهلي بسداسية بل سبقه فوز آخر
في دوري القطاعات بنفس النتيجة.






أعجب الملك فاروق بطريقة لعب الزمالك، و قرر أن يطلق إسمه الملكي على ملوك
كرة القدم في مصر؛ فأصبح الزمالك هو نادي (فاروق) بدلاً من المختلط.






و حصد لقب النادي الملكي للمرة الأولى و الأخيرة في تاريخ الأندية المصرية.






كما حصل الزملكاوية منذ ذلك التاريخ على لقب : ملوك الكورة.






مائة عام من المتعة (مدرسة الفن و الهندسة)


















دوناً عن غيره من باقي الأندية يتميز الزمالك طوال تاريخه بالكرة الجميلة، التي تمتع المشجعين.






بداية من حسين حجازي كابتن الزمالك و رائد كرة القدم المصرية، و مروراً
بعبد الكريم صقر و حمادة إمام و حسن شحاتة و حمادة عبد اللطيف و ايمانويل
ايمونيكي الذي لعب لبرشلونة بعد ارتداءه لقميص الزمالك ليصبح اللاعب الوحيد
الذي ينضم للنادي الكاتالوني من الدوري المصري.






و نهاية بحازم إمام و أحمد الكاس و أسطورة الكرة المصرية حسام حسن و جمال حمزة و شيكابالا.






و لذلك فلم يكن من الغريب أن يتميز الهتاف التاريخي للزمالك بالفن و الهندسة.






فحتى في أسوأ فترات فريق الكرة دائماً ما نشاهد الزمالك يخرج الموهبة تلو الأخرى، ليمتع الجماهير.






و إلا فأخبروني في أي نادي آخر غير الزمالك يمر بظروف مشابهة لما يمر به
النادي الملكي في السنوات الأخيرة، و يخرج للملاعب مواهب رائعة مثل حازم
إمام الصغير و عمر جابر و محمد إبراهيم.





إن الزمالك هو مصنع المهارات و مصنع النجوم، و لذلك فلم يكن من المستغرب أن
يحصل الثلعب الصغير إمبراطور الكرة المصرية على لقب (أحرف لاعب في العالم)
على حساب أساطير كرة القدم ديفيد بيكهام و ريفالدو و روي كوستا.






فهمها حاول الآخرون أن يقلدوا نموذج حازم إمام لديهم، و أن يأتوا بتصريحات
وهمية من بعض اللاعبين الاجانب عن مهارات لاعب أو آخر، فإن الزمالك سيبقى
هو النادي الوحيد في تاريخ الكرة المصرية الذي حصل أحد أبناءه على لقب
الأحرف في العالم، في مسابقة فعلية و ليس تصريحات مجاملة في مباراة اعتزال!





مائة عام من الابهار (قاهر الأجانب)

















و لأن الزمالك أخذ على عاتقه منذ البداية مهمة تشريف الكرة المصرية، فقد
كان طوال تاريخه هو الفريق المرعب لكل أندية العالم، و ليس في أفريقيا أو
الوطن العربي فقط.






و حقق النادي الملكي انتصارات أسطورية على أكبر أندية العالم، و بنتائج
ثقيلة أيضاً، مع اللعب الممتع الذي يعبر عن النظرية التاريخية : الفن و
الهندسة.




فقد تعادل الزمالك مع منتخب المانيا 4-4 سنة 1964، و فاز منتخب الزمالك و الأوليمبي على باناثينايوكس اليوناني 1-0 في نفس العام.





كما الحق الزمالك هزيمة ثقيلة ببطل الدوري الإنجليزي وقتها ويستهام بنتيجة 5-1 سنة 1966.






و فاز على بايرن ميونيخ بطل المانيا الأسطوري 2-1 سنة 1977.





و كررها مرة أخرى بنفس النتيجة سنة 1984.





و الطريف أن فوز الزمالك على البايرن كان في المانيا، و في مباراة جدية، و ليس أمام الأهرامات في مباراة سياحية!














كما هزم الزمالك لاتسيو الإيطالي 2-1 سنة 2003.








مائة عام من العالمية (الزمالك العالمي)















يعتبر الزمالك هو النادي المصري الوحيد الذي يتمتع ببعد عالمي مقارنة بالأندية الأخرى.






فبالإضافة إلى شعبيته الكاسحة في العالم العربي و أفريقيا، التي تجعل عدد
جماهيره لا يقارن بأي نادي مصري آخر، فقد حصل الزمالك على لقب أفضل نادي في
العالم في فبراير سنة 2003، بعد تتويجه بدوري أبطال أفريقيا مع المدرب
الأسطوري كارلوس كابرال، الذي قاد الموسم الأروع في تاريخ النادي الملكي
على الإطلاق.




كما أن اللاعب المصري الوحيد المعروف عالمياً، و له شعبية كبيرة في أوربا و
كل دول العالم هو أحمد حسام ابن نادي الزمالك الذي لعب بجوار دروجبا و
ابراهيموفيتش و زامل توتي في روما!






و لذلك فلم يكن من المستغرب أن يرتدي نجم الآرسنال وقتها مانويل أديبايور فانلة نادي الزمالك، في إعلان عالمي عن قميص النادي الملكي.


















كما لم يكن غريباً على الإطلاق أن يرتدي النجم البرازيلي دييجو قميص الزمالك المميز، عند ذهابه للتوقيع مع اليوفينتوس!
















و كان من الطبيعي أن يدرب هنري ميشيل -الذي حصل مع منتخب فرنسا على
الميدالية البرونزية في كأس العالم و درب الأسطورة ميشيل بلاتيني- نادي
الزمالك في فترة من الفترات، في تجربة ناجحة في المرة الأولى و غير موفقة
في المرة الثانية، و لكن يحسب للزمالك أنه تعاقد مع المدرب صاحب السيرة
الذاتية الأكبر على الإطلاق في تاريخ الدوري المصري.





و كذلك فلم تكن مفاجأة أن يرتدي ايمانويل ايمونيكي الذي سطع نجمه و هو
يرتدي قميص الزمالك، فانلة نادي برشلونة الأسباني، و يلعب بجوار ريفالدو!














كما لا ننسى أيضاً رامي شعبان حارس الأرسنال السابق، الذي ينتمي لناشئين
الزمالك، و لعب مع الفريق الأول مباراة أمام المقاولون العرب، قبل أن يعاود
أدراجه إلى الإحتراف.






و يحسب لشعبان انتماءه أيضاً لأسرة زملكاوية عريقة، تجري الدماء الملكية البيضاء في عروقها.














إن رامي القوس الفرعوني الذي يمثل شعار الزمالك، قد أصاب سهمه العالم بأسره، ليعبر عن نادي عالمي حقيقي إسمه نادي الزمالك.





مائة عام من القيمة (أكثر من مجرد نادي)










لكل ما فات كان من الطبيعي أن يصبح نادي الزمالك في قلب جماهيره أكثر من مجرد نادي، بل إنه وطن!





الزمالك فلسفة ابتدعها جماهيره للتعبير عن رأيهم في حب الحق و الخير و الجمال.






نحن الجماهير الوحيدة التي اختارت ناديها بمحض إرداتها.. ليس لأنه صاحب
القدر الأكبر من الإنتصارات غير النظيفة في الكثير من الأحيان، أو لأنه
نادي المحافظة التي ينتمون لها، و لكنه لأنه يعبر عن الفلسفة الخاصة بهم في
الحياة.






لقد عبرت أفريقيا كلها عن عشق اللون الأبيض، الذي يرمز لدلالات عميقة لا يعرفها سوى جمهور نادي الزمالك و عشاقه.




نعم نحن الجماهير الملكية.. نحن جماهير نادي الصفوة.. نحن الجمهور الذي
تصفه المواقع و المراجع الرياضية العالمية بأنهم جمهور الطبقة الأستقراطية.






الزمالك هو اليونيكورن الأبيض الأخير الذي يتحدى كل شيء، ليصبح أسطورة و حدوتة تتناقلها الأجيال.












اذا تضافرت الوطنية والرقي والمتعة والابهار والعالمية والقيمة في ضفيرة
كونت اسطورة تسمي الزمالك فان الفخر هو النتيجة الطبيعية للانتماء لهذا
الكيان




و لذلك فلم يكن من الممكن أن تمر المئوية التاريخية لقلعتنا البيضاء، دون أن نشارككم الفخر بهذا الكيان.






نعم أنا زملكاوي.



نعم ذبت في كيان الزمالك وذاب كيان الزمالك داخلي .







محمد ابراهيم صقر